الخميس، 25 مايو 2017

طلبتي لا يعرفون كيف يجرون المحادثة





طلبتي لا يعرفون كيف يجرون المحادثة
My Students Don't Know How to Have a Conversation
بقلم / PAUL BARNWELL
22/4/2014
ترجمة وتعليق الباحث/ عباس سبتي
مايو 2017

  كلمة المترجم :
 هذه سلبية من السلبيات التي نعاني منها كتربويين عندما نعلم طلبة المدارس على المهارات الأساسية ومنها مهارة المحادثة حيث على الطلبة أن يتعلموا قواعد اللغة وترتيب الأفكار وغير ذلك في محادثاتهم ، وبالتالي قد لا يتفق بعض مع كاتب المقالة إلا أن الحقيقة تقال أن انشغال الطلبة بهذه الأجهزة المحمولة تجعلهم لا يتقون المهارات المطلوبة التي يجب أن يتعلموها بالمدارس ، ولعل أكثر الطلبة يكتفي بأي نشاط يقوم به عبر هذه الأجهزة وأن ذلك يتفق مع أهداف تعليمهم وهذا الأمر أيضا نلمسه كتربويين خاصة والطلبة لم يتعودوا على أسلوب التعليم والتعلم القائم على الهاتف المحمول مثلاً ، لكن لا بأس بالاطلاع على موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية لمعرفة المزيد .

اعتماد الطلبة على الشاشات يعجزهم ويصرفهم عن المشاركة في المحادثة وجهاً لوجه ،  في الآونة الأخيرة وقفت أمام طلبة صفي حيث أن مراقبتهم كمشهد مألوف يتكرر جدا ، ومعظم طلابي كانوا سرا ينقرون في هواتفهم الذكية تحت مقاعدهم  ويتفحصون رسائلهم وتعليقاتهم عبر فيسبوك .
 طلبت منهم الانتباه فبدأوا برفع رؤوسهم قليلاً وعيونهم تتألق على مضض إلي وقلت لهم سنمارس مهارة تعتمد على إجراء المحادثة ، العدد منهم نظروا نظرة تحير وارتباك وبعضهم يتململ بعصبية كأنهم يطلبون مني ألا أحدق بهم كي يعودوا إلى العبث بهواتفهم وأخيراً رفع أحدهم يده وقال كيف سنعمل ؟

بدأ طلبتي يتعلمون في حصة اللغة الانجليزية بعض قضايا تعليمية وناقشنا قضايا الإصلاح بالمدارس مباشرة وبعد ذلك طلبت منهم تصميم كل مجموعة صغيرة ملفاً صوتياً عبر الانترنت ثم تحميله على جهاز الكمبيوتر لإظهار قدرتهم على التحدث حول بعض القضايا وكان الهدف هو تقييم قدرتهم على المحادثة حول قضية معينة .
مع بدء ممارسة الطلبة لإتقان مهارة المحادثة إلا أنه عمل شاق بالنسبة لهم  وقد شاهدت الملفات الصوتية وكانت في كثير من الأحيان دون أصوات ، وإذا لم يسأل طالب نبيه سؤالاً فأن معظم الطلبة لا يسألون او يتكلمون بشكل جيد ، وبدلاً من التعليق يرون أن تسجيل المقابلة يكون صعباً عبر الانترنت وأخذ بعضهم ينظر إلى هاتفه من جديد بشكل تلقائي وهو آخر شيء ينبغي يفعلوه .    
بينما كنت أشاهد الطلبة بين مؤيد ومعارض لفكرتي أدركت أن كفاءة المحادثة  يجب إلا نغفل عنها كمهارة على الطلبة تعلمها ، ثم أن الطلبة يقضون ساعات كل يوم في  تبني وتبادل الأفكار فيما بينهم عبر الشاشات ولكن نادراً تتاح لهم فرصة لصقل مهارات الاتصال الاجتماعية ، ومن المسلم به أن عدم الراحة وتعكر المزاج في سن المراهقة يلعب دورا في المحادثة الصعبة ، ولكن اعتماد الطلبة على الشاشات للتواصل مع الآخرين يقيدهم ويصرفهم في المشاركة بالحديث معهم .
   وقد يبدو ذلك مضحكاً خاصة وأنا علينا أن نسأل أنفسنا هل توجد مهارة في القرن (21) أكثر أهمية من القدرة على الحفاظ على محادثة قوية وصحيحة ؟ وماذا لو ركزنا على صقل قدرة الطلبة على الانتقال بين العالمين الافتراضي والحقيقي ؟

عندما یتقدم الطلاب بطلب للحصول علی قبول من الکليات أو الوظائف، فلن یجروا المقابلات من خلال ھواتفھم الذکیة، وعندما يتفاوضون على تحديد سقف الأجور ويناقشون المشاريع مع أرباب العمل، يجب عليهم أن يحضروا شخصياً وأن يظهروا القدرة على الحديث المباشر دون تقديم الطلب عبر غوغل، و عندما يواجهون قرارات هامة في الحياة، يجب أن يكونوا قادرين على التفكير في الأمور من خلال التحدث مع شركائهم بالعمل مستقبلاً ، وإذا كانت الغالبية العظمى من محادثاتهم تستند من خلال الشاشة، فكيف سيتم تطوير القدرة على التواصل والمحادثة شخصيا لديهم ؟
ليس من المفاجئ لأي مدرس أو ولي الأمر أن يظن أن المراهقين يعتمدون اعتمادا كبيرا على الهواتف الخلوية للاتصال، وفقا لمركز أبحاث "  بيو ،  Pew  "  أن واحداً  من كل ثلاثة المراهقين يرسل أكثر من 100 رسالة نصية في اليوم، وأن أكثر من نصف المراهقين يستخدمون الرسائل النصية للتواصل يوميا مع الأصدقاء، مقابل 33%  فقط الذين يتحدثون بشكل منتظم وجها لوجه، إن استخدام الهاتف الخليوي منتشر في معظم المدارس (حتى مدرستنا)، على الرغم من محاولات لتقييد استخدامها أو حتى دمجها في المناهج الدراسية .
    مع اهتمامنا وتحمسنا لتلبية مطالب القرن  " 21"  مثل مهام البريد الإلكتروني، وتخصيص المشاريع  عبر الأقراص وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والسماح للطلاب إحضار جهاز الخاصة أو ما يسمى " BYOD" ، فأننا  لا نطلب من الطلاب على التفكير والتواصل في الوقت الحقيقي، مع أن مجالس المناقشة على الإنترنت وتويتر هي أدوات مفيدة لتبادل الأفكار،  لكنها غالبا ما تشجع على "القراءة، التفكير ولكن ينساها الطلبة " إلا أن عدم مشاركة الطلبة في التفكير النقدي أو في المحادثة، فقد رأيت الطلاب ببساطة يستخدمون  الرد الواحد (المطلوب) السريع مع قتل النقاش لديهم .

Sherry Turkle " متخصصة بعلم النفس وأستاذة بمعهد تكنولوجيا المعلومات ومؤلفة كتاب : معا معا ، ماذا نتوقع من التكنولوجيا أكثر ؟ بدأت حياتها المهنية في دراسة علاقة الناس بالتكنولوجيا ، وكثير من مؤلفاتها شككت ظنون في زيادة عبء التكنولوجيا وأثرها على المحادثة ، وكتبت في عمود لها في " New York Times " : المحادثة وجهاً لوجه تصبح بطيئة وأنها تعلم كيفية الصبر ، وعندما نتواصل عبر أجهزتنا المحمولة فأننا نتعلم أشياء كثيرة ونتوقع إجابات أسرع ولفهم ذلك علينا أن نسأل أسئلة مبسطة ، أننا نخدع  الناس من خلال التواصل حتى في أهم القضايا المهمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق